سورة الشورى - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الشورى)


        


{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (31)}
أخرج أحمد وابن راهويه وابن منيع وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله، حدثنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} وسأفسرها لك يا علي، ما أصابك من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا، فيما كسبت أيديكم، والله أكرم من أن يثني عليكم العقوبة في الآخرة، وما عفا الله عنه في الدنيا، فالله أكرم من أن يعود بعد عفوه».
وأخرج سعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الحسن البصري رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده ما من خَدْش عودٍ ولا اختلاج عرق ولا نكبة حجر ولا عثرة قدم إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر».
وأخرج عبد بن حميد والترمذي، عن أبي موسى رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يصيب عبداً نكبة فما فوقها أو دونها إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر» وقرأ {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في الكفارات وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان، عن عمران بن حصين رضي الله عنه، أنه دخل عليه بعض أصحابه وكان قد ابتلي في جسده، فقال انا لنبأس لك لما نرى فيك قال: فلا تبتئس لما ترى؛ وهو بذنب وما يعفو الله عنه أكثر، ثم تلا {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}.
وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب، عن الضحاك قال: ما تعلم أحد القرآن، ثم نسيه، إلا بذنب يحدثه، ثم قرأ هذه الآية {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} وقال: وأي مصيبة أعظم من نسيان القرآن؟.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن العلاء بن بدر رضي الله عنه، أن رجلاً سأله عن هذه الآية؟ وقال: قد ذهب بصري وأنا غلام صغير. قال: ذلك بذنوب والديك.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الإِيمان، عن قتادة رضي الله عنه {وما أصابكم من مصيبة} الآية. قال: ذكر لنا، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «لا يصيب ابن آدم خدش عود ولا اختلاج عرق إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر».
وأخرج ابن مردويه، عن البراء رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما عثرة قدم ولا اختلاج عرق ولا خدش عود، إلا بما قدمت أيديكم، وما يعفو الله عنه أكثر».
وأخرج ابن سعد، عن ابن أبي مليكة رضي الله عنه أن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما- كانت تصدع، فتضع يدها على رأسها وتقول بذنبي، وما يغفره الله أكثر.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} قال: الحدود.


{وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (32) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (35) فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37)}
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ومن آياته الجوار في البحر} قال: السفن {كالأعلام} قال: كالجبال.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: سفن هذا البحر تجري بالريح، فإذا مسكت عنها الريح ركدت.
وأخرج ابن المنذر من طريق عطاء، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {فيظللن رواكد على ظهره} قال: لا يتحركن ولا يجرين في البحر.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- {رواكد} قال: وقوفاً {أو يوبقهن} قال: يهلكن.
وأخرج ابن المنذر، عن الضحاك: {أو يوبقهن} قال: يغرقهن.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن مجاهد رضي الله عنه {أو يوبقهن} قال: يهلكهن.
وأخرج ابن جرير، عن السدي رضي الله عنه {ما لهم من محيص} من ملجأ.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة: {أو يوبقهن بما كسبوا} قال: بذنوب أهلها.
وأخرج الحاكم وصححه، عن أبي ظبيان قال: كنا نعرض المصاحف عند علقمة رضي الله عنه فقرأ هذه الآية: {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} فقال: قال عبدالله: الصبر نصف الإِيمان.
وأخرج سعيد بن منصور، عن الشعبي رضي الله عنه قال: الشكر نصف الإِيمان، والصبر نصف الإِيمان، واليقين الإِيمان كله. وقرأ {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} {وآية للموقنين}.


{وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38)}
أخرج عبد بن حميد والبخاري في الأدب وابن المنذر، عن الحسن رضي الله عنه قال: ما تشاور قوم قط إلا هدوا وأرشد أمرهم، ثم تلا {وأمرهم شورى بينهم}.
وأخرج الخطيب في رواة مالك، عن علي رضي الله عنه قال: «قلت: يا رسول الله: الأمر ينزل بنا بعدك لم ينزل فيه قرآن، ولم يسمع منك فيه شيء، قال: اجمعوا له العابد من أمتي واجعلوه بينكم شورى ولا تقضوه برأي واحد».
وأخرج الخطيب في رواة مالك، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: «اسْتَرْشِدوا العاقل ترشدوا ولا تعصوه فتندموا».
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من أراد أمراً، فشاور فيه وقضى اهتدى لأرشد الأمور».
وأخرج البيهقي، عن يحيى بن أبي كثير رضي الله عنه قال: قال سليمان بن داود عليه السلام لابنه: يا بني، عليك بخشية الله، فإنها غاية كل شيء. يا بني، لا تقطع أمراً حتى تؤامر مرشداً، فإنك إذا فعلت ذلك؛ رشدت عليه يا بني، عليك بالحبيب الأول، فإن الاخير لا يعدله.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7